إذا كان الإنتقال إلى إستاد الإمارات في 2006 كان من أجل أن يكون لأرسنال ملعب كبير وبالتالي موارد كبيرة تساعد على جلب أبرز النجوم وبالتالي إحراز البطولات, فإن الأمر نفسه ينطبق على مسألة الإنتقال إلى ملعب الهايبري في 1913.
كان هنري نوريس قد شيد الهايبري من أجل أن ينافس أرسنال الأندية العملاقة في إنجلترا, إلا أنه ولسوء حظه فإن أرسنال في موسم 1912/1913 تذيل جدول الترتيب وهبط بالتالي إلى الدرجة الثانية.
بدأ أرسنال أول مبارياته في الهايبري موسم 1913/1914 في الدرجة الثانية وكان الهدف هو الرجوع مجددا إلى دوري الأضواء.
كانت البداية مميزة, كان أرسنال و نوتيس كاونتي يقودان القافلة بنجاح, حتى أن الكل جزم بأنهما لا محالةسيصعدان معا إلى الدوري الممتاز، لكن حدث شيئ غير متوقع أثر في مسيرة أرسنال.
في مثل هذه الأيام من مارس 1914 أي بالضبط 100 عام قد مرت ،هطلت على لندن أمطار طوفانية أدت إلى إنجراف التربة وظهور بعض الشقوق في الملعب الجديد الهايبري، كانت المخاوف كبيرة من أن تتكرر مأساة ملعب سلتيك "إيبروكس" لذلك تم غلق الهايبري لبضعة أيام.
بعد تلك الليلة الماطرة لم يعرف أرسنال طريقا للفوز في 4 مباريات ومع حلول أبريل لحق فريق برادفور بارك أفينو بأرسنال وظلت المنافسة الشرسة بينهما على البطاقة المؤهلة إلى الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الجولة الختامية حيث صعد بارك برادفور أفينو بفارق الأهداف فقط.
موسم 2014/2015 إحتل أرسنال المركز الخامس وبالتالي لم يصعد ولكن الخبر السار هو هبوط توتنهام إلى الدرجة الثانية بعد إحتلاله المركز الأخير في الدوري الممتاز، لذلك الكل كان ينتظر بفارغ الصبر أول مواجهة بين أرسنال و توتنهام في شمال لندن، إلا أن الأمر لم يحدث فقد إندلعت الحرب العالمية الأولى وتوقف الدوري لسنوات.
عندما عاود الدوري نشاطه في موسم 1919/1920 كانت المفاجأة هي تصعيد أرسنال إلى الدوري الممتاز رغم إحتلاله للمركز الخامس قبل توقف الدوري و مع الإبقاء على توتنهام في الدرجة الثانية:)
بالعودة إلى تلك الليلة الممطرة في مثل هذه الأيام من 1914 والتي تسببت في إغلاق الهايبري فإن سبب الإغلاق كان بسبب مخاوف تكرار مأساة ملعب أيبروكس في إسكتلندا سنة 1902.
هذه المخاوف كانت بسبب أن المهندس الذي صمم و شيد الهايبري هو نفسه من صمم و شيد الأيبروكس، كان ذلك المهندس هو ليتش أرشيبالد و الذي صمم و شيد أكثر من 20 ملعبا في بريطانيا ومن بينها الأولد ترفورد و الأنفيلد و الوايت هارت لين..
حادثة أيبروكس سنة 1902 كانت أول مأساة كبيرة في تاريخ الرياضة البريطانية حيث راح ضحيتها 25 قتيلا و 517 جريحا بسبب إنهيار المدرجات.
ملعب الأيبروكس سيعرف حادثة ثانية سنة 1963 حيث سيقضي مشجعان نحبهما بسبب التدافع أثناء الخروج من الملعب.
في 1971 سيشهد الأيبروكس حادثا مفجعا أثناء إستقباله لديربي سيلتيك و رانجيرز المعروف بديربي "أولد فيرم"..
كانت النتيجة متعادلة بين الغريمين التقليديين إلا أنه و قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة سجل سيتيك هدف التقدم مما جعل جماهير رينجيرز الغاضبة تسرع في مغادرة الملعب؛ إلا أنه وقبل أن يطلق الحكم صافرته معلنا عن نهاية المباراة إستطاع رينجيرز من تعديل النتيجة، عودة الجماهير وتكدسها في المدرج رقم 13 أدى إلى إنهياره مما أدى إلى مقتل 66 مشجعا.



تقريبا نفس السيناريو يحصل الان
ردحذف