Author image

About the Author :

لا تمشي أمامي فربما لا استطيع اللحاق بك، ولا تمشي خلفي فربما لا استطيع القيادة ، ولكن امشي بجانبي وكن صديقي .

Connect with him on :

الجمعة، 30 مايو 2014

رحلة العذاب من البريميرشيب إلى البريميرليغ





في المقالة السابقة"لماذا مباراة الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز هي الأغلى في العالم؟" تحدثنا عن الجائزة الكبرى التي يتلقاها الصاعدون من البريميرشيب إلى البريميرليغ،ذكرنا أيضا بأن السبب الرئيسي وراء هذه المنحة الضخمة هي بسبب الفرق الشاسع بينالبريميرشيب و البريميرليغ من الناحية المالية.

الكل يرى بأن ما يحدث في الدوري الإسباني هو الظلم بعينه, بسبب أن نصف  أموال النقل التلفزي توزع بين ريال مدريد و برشلونة و النصف الأخر يوزع على البقية.

في حقيقة الأمر توزيع  أموال النقل التلفزي في البريميرليغ يتم بطريقة عادلة،لكن الهوة الكبيرة جدا بين البريميرليغ و البريميرشيب يجعل الأمر مشابها للظلم الذي يحدث في الليغا الإسبانية.

قبل 1992 كان البريميرليغ و باقي الدوريات الإنجليزية  بمختلف درجاتها في سلة واحدة،لكن بعد ذلك التاريخ إنفصل البريميرليغ و أصبح يلتهم قطعة النقل التلفزي لوحده دون أن يقتسمها مع دوري الدرجة الأولى و الثانية و الثالثة، لذلك إضطر دوري البريميرشيب أن يسوق بطولته بمعزل عن البريميرليغ، منذ ذلك الحين بدأت الهوة المالية تتسع إلى أن وصلت إلى درجة خطيرة.

هل تعرف عزيزي القارئ بأن ذلك الهدف القاتل من لاعب كوينز بارك رينجيرز زامورا في شباك ديربي كاونتي في الدقائق الأخيرة من المباراة ماذا يعني من الناحية المالية؟

ذلك يعني بأنه على ديربي كاونتي أن تلعب لمدة 34 سنة في البريميرشيب حتى تتحصل على مبلغ مالي من النقل التلفزي يساوي ما سيجنيه كوينز بارك رينجيرز من فوزه في مباراة واحدة..!

في حقيقة الأمر ديربي كاونتي عليه أن يلعب على الأقل 58 سنة حتى يجني ما خسره في مباراة واحدة،لكن الأمر تقلص إلى 34 سنة، السبب هو أن أندية البريميرليغ إتفقت في ما بينها أن تساعد أندية البريميرشيب وذلك بمنح كل نادي من الأندية ال24 منحة قيمتها 2 مليون و300 ألف باوند.

إذا كان عقد النقل التلفزي للبريميرليغ قيمته هي 5 مليارات و 500 مليون أورو في السنة فكم هو عقد النقل التلفزي للبريميرشيب؟

إذا كان عقد النقل التلفزي الجديد للبريميرليغ قد شهد قفزة هائلة فإن العكس تماما هو ما حدث في البريميرشيب، العقد القديم للنقل التلفزي الذي كان يربط البريميرشيب بالبي بي سي كانت قيمته السنوية 88 مليون باوند سنويا، العقد الحالي و الذي يربط البريميرشيب بالسكاي قيمته هي 65 مليون باون سنويا.

العقد الحالي بين السكاي و البريميرشيب يمتد لثلاثة مواسم،2012/2013 و 2013/2014 و 2014/2015.

السكاي إشترت العقد بقيمة أرخص مما كان عليه الحال أيام البي بي سي و مجموع ما تنقله سنويا هو 75 مباراة بالإضافة إلى مباريات البلاي أوف و 15 مباراة من مباريات الكارلينغ كاب.

تخيل معي عزيزي القارئ بأنه هذا الموسم 2013/2014 وزعت على الأندية العشرين المكونة للبريميرليغ 1 مليار و 563 مليون باوند من عائدات النقل التلفزي، بينما وزعت على الأربعة و العشرون ناديا في البريميرشيب 65 مليون باوند..! 

تخيل معي عزيزي القارئ بأن ما أخذه فريق نوريتش النازل من النقل التلفزي يعادل تقريبا كل ما أخذته فرق البريميرشيب مجتمعة.

 الجائزة الكبيرة ( أكثر من 134 مليون باوند) التي تتصارع عليها أندية البريميرشيب جاءت لتساعد الأندية الصاعدة إلى البريميرليغ لكنها بالمقابل أدت إلى كوارث مالية في البريميرشيب.

الكثير من المستثمرين الأجانب وجدوا بأنه أسهل و سيلة للإستثمار في البريميرليغ هو شراء نادي في البريميرشيب بثمن رخيص و محاولة الصعود به إلى البريميرليغ.

جائزة 134 مليون باوند جعلت كل أندية البريميرشيب في منافسة شرسة،لذلك بدأ التهافت على شراء اللاعبين و زيادة الأجور، لكن المشكلة هي أن موارد البريميرشيب محدودة من شباك التذاكر و المبيعات التجارية و النقل التلفزي،لذلك كان لابد من اللجوء إلى الإقتراض.

هل تعلمون بأن ديون أندية البريمرشيب إقتربت من 1 مليار باوند..!

هل تعلمون بأنه فقط 4 أندية حققت أرباحا و أن أرباحها مجتمعة لا تتجاوز 9 مليون باوند..!

الإتحاد الإنجليزي قام بمساعدة الأندية الصاعدة إلى البريميرليغ بجائزة هائلة و ذلك من أجل مساعدتهم على أن يكونوا منافسين حقيقين و تكون لهم فرصة للبقاء، لكنه لم يحسب حساب هبوط الأندية الكبيرة.

فريق مثل بولتون عندما هبط و جد نفسه مضطرا للتخلص من العديد من اللاعبين بسبب الرواتب العالية، لكن للتخلص من اللاعبين فأنت تحتاج لبيعهم أو إعارتهم، لكن الأمور ليست بهذه البساطة، ففي بعض الأحيان تكون مضطرا لفسخ عقودهم أو حتى الإحتفاظ بهم مرغما و بالتالي تضطر لدفع رواتبهم.

فريق بولتون حقق خسائر تخطت 50 مليون باوند في موسم 2013/2013 و فريق كبير مثل بلاكبرن حقق خسائر قدرب بأكثر من 36 مليون باوند.

الجائزة الكبيرة التي تمنح إلى الأندية الصاعدة إلى البريميرليغ هي مثل قرص الأسبرين الذي يعطى لمريض السرطان من أجل العلاج..

مشاكل البريمرشيب كثيرة و خطيرة و على الإتحاد الإنجليزي إيجاد مقاربة جديدة لحل هذه المشاكل المتراكمة..للحديث بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق