من يصدق بأن الصقلي ماسيمو تشيلينو مالك نادي كاغليارياري الإيطالي سيبيع ناديه في الأيام القادمة و هو الذي قضى فيه عمرا طويلا بعد أن إشتراه سنة 1992.
ماسيمو تشيلينو كان قد أكمل شراء نادي ليدز يونايتد الشهر الماضي، وكان الكل يعتقد بأنه يسير على خطى الإيطالي بوزو و الذي يمتلك ثلاثة أندية وهي أودينيزي الإيطالي و غرناطة الإسباني و وايتفورد الإنجليزي.
ماسيمو تشيلينو إكتشف بعد مضي شهر من إستحواذه على نادي ليدز بأنه دخل إلى مكان يعج بالمطبات و المشاكل لذلك إضطر أن يبيع كاجلياري حتى يتفرغ لعملية إنقاذ ليدز يونايتد.
ماسيمو تشيلينو إكتشف بعد مرور أسبوع من عملية تجديد إشتراكات التذاكر السنوية بأن الأموال لن تذهب إلى خزينة النادي و لكن إلى جيوب المقرضين، لقد إكتشف بأن ضمانات القرض الذي أخذته الإدارة السابقة لنادي ليدز يونايتد لم يكن سوى أموال الإشتراكات للتذاكر السنوية.
ماسيمو تشيلينو إكتشف بأنه كلما تأخر على سداد الديون فإنه سيدفع غرامة 1 مليون باوند في كل شهر،لذلك هو يقوم الأن بإيقاف النزيف من خلال بيع ناديه الإيطالي كاغلياري و أيضا من خلال إغلق مقر ليدز التدريبي مؤقتا و ذلك من أجل تسريح بعض الأيادي العاملة.
لكن لماذا هذا التهافت على الإستثمار في الأندية الإنجليزية؟
حسب تقرير الغارديان الأخير لموسم 2012/2013 فإن الأندية الإنجليزية في الدوري الممتاز و رغم إيراداتها الهائلة فإنها حققت خسارة قدرت 291 مليون باوند.
في موسم 2011/2012 حققت 10 أندية من الدوري الإنجليزي الممتاز خسائر و في موسم 2012/2013 إرتفع العدد ليصل إلى 12 ناديا.
حسب التقرير المالي لديلوات فإنه فقط ثلاثة أندية من بين 24 ناديا في البريميرشيب حققت أرباحا الموسم الماضي..!
الغريب في الأمر و رغم الخسائر فإن الطلب على شراء الأندية الإنجليزية من قبل المستثمرين الأجانب ما يزال مرتفعا.
يذكر بأن 11 ناديا من أصل 20 ناديا يمارس في البريميرليغ يستحوذ عليه ملاك أجانب، في البريميرشيب هناك 13 ناديا من أصل 24 ناديا يستحوذ عليه ملاك أجانب.
هل يعقل بأن هؤولاء الأشخاص يستثمرون في مجال نسبة الخسارة تكاد تكون فيه مؤكدة..!
في حقيقة الأمر في البريميرليغ هناك من الملاك الإنجليز من إستثمر في كرة القدم ليس من أجل الربح ولكن لأنه مشجع حقيقي لهذا النادي.
سيمون جوردان رجل أعمال حقق ثروة لا بأس بها في قطاع الإتصالات في إنجلترا في فترة التسعينيات،في سنة 2000 قرر إستثمار أمواله في النادي الذي كان يشجعه طوال الوقت كريستال بالاس، أصدقاءه نصحوه بأن لا يفعل ذلك لأن ذلك يعد مخاطرة كبيرة، سيمون جوردان إستمع إلى نداء القلب و تعرض بعد ذلك لهزات قوية أجبرته في نهاية المطاف أن يكون فقط عضوا في مجلس الإدارة.
رئيس نيوكاستل الحالي ميك أشلي و الذي يصنف في الرتبة 15 في لائحة أغنياء إنجلترا، كان مشجعا مهووسا بنيوكاستل يونايتد لدرجة أنه كان يجلس مع المشجعين في المقاعد الرخيصة و يرحل معهم في الحافلات و القطارات لتشجيع نيوكاستل.
ميك أشلي أنفق الكثير من الأموال على نيوكاستل و لكن بعد طرده للمدرب كيفين كيجين أصبحت علاقته متوترة بالجماهير و لذلك هو يبحث عن مشتري جديد، ميك أشلي أقرض نيوكاستل 200 مليون باوند ولكن يبدو أن حب مايك أشلي لنيوكاستل أكبر من الأموال فهو منذ سنوات وهو يتلكأ في بيع النادي كلما جاءه عرض.
سيمون جوردان و ميك أشلي إستثمرا في عالم كرة القدم بدافع الحب إتجاه الأندية التي يحبونها، لكن ماذا عن الملاك الأجانب الذين يستثمرون في قطاع نسبة الخسارة فيه كبيرة؟
التقارير المالية للموسم الماضي تظهر بأن الأندية الإنجليزية في البريميرليغ تدفع 67% من ميزانيتها لتسديد رواتب اللاعبين، هذه النسبة تتجاوز 70٪ في البريميرشيب..!
أي شخص يفهم القليل في المشاريع و الإقتصاد يعرف جيدا بأنه إذا تعدت الرواتب 60٪ من الميزانية فإن المشروع حتما سيكون مصيره الفشل.
ماهي الأسباب التي تجعل المستثمرين الأجانب يتهافتون على الأندية الإنجليزية؟
أغلب الملاك الأمريكيين في الدوري الإنجليزي يمتلكون الهولدينغ، أي مجموعة من الشركات، الغرض من الهولدينغ هو التنويع وبالتالي إذا جاءت الخسارة فهي تضرب جزء معين و ليس كل الشركة، رغم أن نسبة الخسارة كبيرة في الدوري الإنجليزي إلا أن هذه الخسارة قد تكون بطعم الربح، فالعلامة التجارية لمانشستر يونايتد أو ليفربول هو شيئ مهم للغاية لبقية الشركات المتواجدة في الهولدينغ، إنها دعاية مجانية لهم،إنها تساعدهم على إختراق الأسواق الأمريكية و الأسيوية بسهولة.
الإستثمارات الخليجية في الدوري الإنجليزي هي أيضا من أجل العلامة التجارية، إنه شيئ قد يبدو تافها للمشجع البسيط ولكنه في عالم الإقتصاد هي أموال ضخمة.
المشجع العادي سيشاهد مباراة الدرع الخيرية القادمة على أنها مباراة بين أرسنال و مانشستر سيتي لكنها في عالم الإقتصاد هي بين طيران الإمارات و طيران الإتحاد.
بالطبع ليس كل الملاك يخسرون, فالأمريكي كرونكي مالك أرسنال هو الشخص الوحيد في العالم الذي يملك ناديا يربح كل سنة:)



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق